أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: {فهو المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا} فهل معنى المسلم هنا: الشهادة له بالإيمان، أم إعطاؤه أحكام المسلمين؟
المقصود هنا: إعطاؤه أحكام المسلمين ولذلك وضحها فيما بعد فقال: له ما لنا وعليه ما علينا أي: من الحقوق والواجبات، فنحن نعده مسلماً، ولا نمنعه من أي حق من حقوق المسلمين، لا نمنعه من مساجد الله تعالى أن يأتي ويصلي فيها، ولا نمنعه من الفيء ولا من قسمه من بيت المال، ولا نمنعه من السلام، ومن إجابة دعوته، بل يعامل في جميع الأحكام على أنه من المسلمين، فلا يجوز ظلمه ولا سبه، ولا قتله، ولو قتله أحد -وإن كان القاتل فاضلاً- فإنه يُقتل به، وفي الرواية الأخرى قال: فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها فلا يحل أخذ مال امرئ مسلم ولا سفك دمه إلا بحقه، إذا أقر بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقام الصلاة، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا.